-A +A
فاطمة بنت محمد العبودي
أكتب هدا المقال من أحد صالونات التجميل النسائية التي انتشرت بشكل كبير في مدينة الرياض في الآونة الأخيرة وقد بقيت أنتظر لمدة ساعتين ولم أبدأ بعد، وهي أطول مدة أنتظرها مما حدا بي لكتابة هذا المقال حرصاً على استثمار الوقت، والتقنية تساعدني على ذلك حيث أكتب المقال في الهاتف النقال ثم أنقله عبر البلوتوث إلى جهاز الحاسب وأنقحه، لأرسله بعدها بالبريد الإلكتروني إلى الصحيفة.
الضغط على صوالين التجميل على أشده هذه الأيام حيث تزدحم المناسبات بين حفلات نجاح وحفلات زواج على الرغم من أن حفلات الزواج أصبحت مستمرة طوال العام.
وفي العطلات تزدهر تجارة جميع ما له علاقة بالمرأة وترتفع الأسعار باستمرار بدون رقيب ما دام الناس يدفعون، حتى وصل مكياج العروس وتسريحتها إلى 10 آلاف ريال عند حضور المزينة إلى المكان، لتغسله العروس بعد سويعات!!
ويتداول الناس قصة مزينة من جنسية عربية تتقاضى على تصفيف الشعر 1000 ريال وتصفيف شعر العروس 5000 ريال وحدث أن صففت عندها إحدى العرائس شعرها ولم تخبرها أنها عروس وبعد انتهائها من التصفيف وبعد أن دفعت لها مبلغ 1000 ريال وقبل أن تغادر علمت المصففة بطريق الصدفة أنها عروس فطالبتها بدفع 4 آلاف ريال بقية المبلغ ولما رفضت سكبت المصففة الماء على شعر العروس وأفسدته. صحيح أن لا أحد مجبر على دفع مثل هذه المبالغ لكنه التقليد والمظاهر الخداعة والتنافس السلبي في مظاهر العرس حتى تعدى حفل الزواج الهدف الذي شرع من أجله وهو إشهار الزواج والرابح هو من يتاجر بأمور ذات علاقة بالمرأة. وطالما أن الكثير من الفتيات يبحثن عن فرص عمل ويقبلن أحيانا بمبالغ متواضعة فإن استثمار فرص العمل في هذه المجالات سيكون مربحا للكثير من الفتيات اللاتي لا تنقصهن المهارة والذوق الرفيع للقيام بهذه الأعمال التي تعمل بها العديد من العاملات الأجنبيات ممن اكتسبن الخبرة وطورن أنفسهن في بلادنا، خاصة أن الكثير من خريجات أقسام التربية الفنية في الكليات عاطلات عن العمل. فلو التفتت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى فرص العمل المتوفرة للمرأة في مجال التجميل وافتتحت معاهد وكليات تخرج شابات سعوديات مؤهلات للعمل في هذه المهن وكذلك المؤسسات الخيرية لضربت عصفورين بحجر كما يقول المثل، توفير فرص عمل للمرأة والتقليل من العمالة الوافدة.
ومع قناعتي بوجود بعض العوائق الاجتماعية التي تحد من عمل المرأة في هذا المجال إلا أن ما يحققه من ربح كبير للعاملات فيه يتطلب التوسع في إيجاد برامج تدريبية متخصصة لتدريب من يستهويهن هذا المجال المربح. وأكبر دليل على نجاح مثل هذه التجارب ماحدث في مدينة بريدة في القصيم حيث تقيم الجمعية الخيرية النسائية فيها دورات في تصفيف الشعر والتجميل وأصبحت المزينات السعوديات هن المفضلات لدى العديد من نساء بريدة فهن يحضرن إلى المنازل ويتقاضين مبالغ قليلة حتى أصبح الطلب عليهن مستمراً.
ولحب المرأة عموماً للتزين فإن مهنة المزينة من المهن المضمونة فكثير من النساء السعوديات يزرن صالونات التجميل بانتظام للعناية بأنفسهن وليس بالضرورة عند وجود مناسبة إلى جانب أن المناسبات أصبحت مستمرة طوال العام، فلنستثمر هذا التوجه لتأهيل المرأة السعودية لشغل فرص العمل المتاحة فتصبح مستثمرة بدل أن تكون على الأغلب مستهلكة.

fma34@yahoo.com



للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة